هل وضعت أهدافك الجديدة في سلة المشتريات؟

Category:

By

/

دقيقتين

read

ها نحن على أعتاب عامٍ جديد، مليء بالأهداف، المخططات، العادات، بل وحتى التحولات الجديدة، إذ عادةً ما نحشِد أقلام الرصاص -على وجه التحديد لأنك ستمسح أهدافًا وتستبدلها بأخرى-؛ كأن تُحِلّ «تعلم اللغة الإنجليزية خلال ساعتان» محل «تعلم اللغة الإنجليزية خلال سنة»، بتجسيدٍ مثالي للإيجابية المزيفة التي لا تعلم أين ومتى استبدّت بشخصك، وكأنَّ تعلم اللغة خلال ساعتان يتوازى مع سهولة شراء غرضٌ جديد من أحد المتاجر الإلكترونية الحافلة بخصومات نهاية السنة.
 
على ذكر المتاجر الإلكترونية، كنت أتسوقُ بالأمس عبر الإنترنت وأنا أهجِس بشبح السنة الجديدة الذي يخيّم على عقلي كغمامةٍ سوداء، وتلك عادة لم ولن أكف عنها، عواصف ذهنية؟ إذًا لنتسوق من أول متجرٍ تلتقطه عيناي.
 
عبثًا تهربتُ من هواجيسي، إذ غزلت الأفكار نفسها بنفسها في ذهني دون درايةً مني.. شاشة الجوال تعرض حقيبة جلدية برّاقة، وفكري يستشعر وميض رابطةٍ ما في الآن ذاته؛ لحظة! هناك ترابط عجيب بين عملية الشراء، وعملية التخطيط لأهداف السنة الجديدة.. أم إني أتخيّل ذلك؟
 
لنستعرض على عجل مرحلة شراء المنتج في المتاجر الإلكترونية، إن لم تكن من مُدمني التسوق عبر الإنترنت.. فإليك مراحل الشراء: التخطيط لمناسبة إرتداء المنتج -إن لم تكن المناسبة هي البذخ-، وضع المنتج في السلة، ومن ثم استكمال مرحلة الدفع وإتمام الشراء، وشعورك بالندم بعد رؤية رسالة سحب الرصيد بالطبع.
 
كذلك الأهداف التي تضعها في نهاية كل سنة أو بداية كل عام، فهي مقسمة على ثلاث مراحل عملية: التخطيط للأهداف «مقابل وضعها في سلة المشتريات» وجعلها قيد التنفيذ «مقابل مرحلة الدفع» ومن ثم إنجازها «مقابل مرحلة إتمام الشراء»، فهما عمليتان متشابهتان تمامًا.
 
والآن، سأخبرك بالحقيقة التي من الوارد جدًا لم يتم إخبارك بها، سواءً من قِبل الآخرين أو من قِبلك: أنتَ لست مضطرًّا إلى وضع تلك الأهداف في سلة المشتريات!
 
أفكارك، طموحاتك، مخططاتك، ما أنت عليه وما ستكونه.. كل ذلك ليس بمحض سلع استهلاكية تستطيع حذفها من السلة أو الضغط على زر التأكيد لشراءها. إنما عبارة عن رؤى جديدة -غير مادية- تستلزم الاستعداد الذاتي والحضور الذهني للتخطيط لها وتنفيذها على أكملِ وجه.
 
على العكس مما قد توحي به كلماتي؛ أنا لا استدرج خمولك الشتوي، أو أغويك بفكرة الاستلقاء مطوّلاً بينما ينكبّ الجميع على مفكراتهم وأجندتهم المنقوشة بالأرقام الأربعة (2024)، وإنما استحثك على القيام بذلك في حالة واحدة: عندما تكون مستعدًا، وليس واهمًا بفكرة الاستعداد لمجرد اقتراب السنة الجديدة.

التصنيف: 5 من أصل 5.

رد واحد على “هل وضعت أهدافك الجديدة في سلة المشتريات؟”

  1. صورة أفاتار م. طارق الموصللي
    م. طارق الموصللي

    أحببت دعوتكِ للغاية 💐، ففعلًا نحن بحاجة لفكّ الارتباط بين العام الجديد وأهداف ربما لا تنتمي إلينا أصلًا.

    إعجاب

أضف تعليق